هذا البحث هو تحليل لمسرحية منصور الرحباني التي تضمنت الاحداث الأخير التي عاشها فيلسوف اليونان ( سقراط ) فعنونها بـــ "أخر أيام سقراط" ، أستعرض فيها تاريخاً مؤلماً ودامياً، عن حياة سقراط الذي يتفلسف ويحاول تعليم شباب أثينا الفلسفة فاتهمه( وأنيتوس) [1]،(كريتاس) [2]  بأنه يحرض الشباب ضد الالهة ويفسد عقولهم، فحوكم أمام 502 قاضياً، وحكم عليه بالإعدام .

   والحقيقة أن هذه المسرحية هي من أهم التحف الفنية التي قدمها منصور الرحباني فكانت تهدف إلى توضيح جانب من تاريخ أثينا وحياة سقراط،  محاكياً واقع الحياة التي تمر بها البلاد العربية من صراعات سياسية ، فسقراط حكاية كل مدينة في كل زمان ومكان، ارادها منصور الرحباني وسكبها في قالب ابداعي ناقد لم يتوان جمهور الافتتاح الذي صبغ بالصبغة السياسية، عن التصفيق له بإعجاب تخطى حدود الانتقاد ليلامس المشاعر الانسانية في قوتها وضعفها،  وفي جمالها و بشاعتها، وهدوئها وغضبها.

   ومن هنا حاولنا في هذا البحث تحليل مضمون هذه المسرحية وما تهدف إليه، إلى جانب تحليل شخصية سقراط من خلال نظر منصور الرحباني .

  ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] ـ وهو أحد زعماء الحزب الديمقراطي الذي كان مسيطراً على أثينا في ذلك الوقت .

[2] ـ تلمذ سقراط الذى عينه الاسبرطيون حاكماً قاسياً عندما أحتلوا مدينة أثينا .

.

  أن أهمية ومكانة العالم أو الفيلسوف لها قيمة كبير منذ القدم، باعتباره المحور الرئيسي في اكتشاف العلم والمعرفة وتطويرها، ومازال التاريخ يذكر فضائل العلماء والفلاسفة مهما أخرج لنا العلم الحديث من أفكار اختراعات واكتشافات وتقنيات، ولكن مع كل هذه الأهمية والمكانة التي حظي بها العلماء والفلاسفة، لم يسلموا من نكبات ومصائب وقعت عليهم، وعلى مدى العصور كلِّها، فالمسيرة التاريخية لهم في سبيل البحث عن العلم والمعرفة حافلة بالكثير من المحطات المؤلمة المتلاحقة في حياتهم متمثلة في الاضطهاد والقتل والحرق والتعذيب والذي مازال مستمراً حتى عصرنا الراهن .

 وفي هذا البحث حاولت من خلال المنهج التحليلي الوصفي، والمنهج التاريخي أن أبين أنه رغم التقدم العلمي عامة، والفكر الفلسفي خاصةً، إلا أن هذا التقدم المعرفي كان وراءه الكثير من المحطات المؤلمة في حياة العلماء والفلاسفة التي واجهوها حتي تخرج الفكرة إلى قمتها، ولكن الانتقام من الفكر كان دوماً أشبه بشُرب السيوف من الدماء التي تُراق، ولكن الحياة لا تموت، وكذلك العلماء والفلاسفة كانوا يعدمون ويضطهدون، ولكن أفكارهم لا تموت، بل تبقى لتنير وتضئ طريق دروب البشرية، ولهذا عنون هذا البحث تحت اسم (محطات مؤلمة في تاريخ الفكر الفلسفي)، وهذا المحطات المؤلمة هي التي بينت لنا عظمة الفلاسفة في أفكارهم.

هذا البحث هو محاولة لتحديد خصائص بيوت الحفر، التي تتدرج تاريخيا ضمن العمران البشري الموجود في منطقة الجبل الغربي وخصوصا في منطقة غريان ذلك من خلال تحديد الخصائص الفضائية والإنشائية الشكلية وصولا الي الاستنتاجات والتوصيات المرتبطة مع الخصائص وذلك لأن الفكر الإنساني يمكن أن يفيد في إعطاء حلول آتية ومستقبلية وإن كان موجود في عين المكان والزمان الحالي، وقد تم ذلك من خلال الزيارات الموقعية والأسئلة التي وجهت للساكنين بهذه البيوت سابقا .

إن الباحث عن إجابات الأسئلة السابقة وغيرها، يجدها في سجلات محكمة غريان الشرعية م خلال المواضيع التي طرحت بها علي شكل قضايا وقد تناولت هذه السجلات موضوعات متعددة منها: عقود المقاولات التي تفيد من طرف دائرة الرسوم كالوكالة، ومبايعة أملاك منقولة وغير منقولةـ وتركة وعقود وإيجار ورهنيات وشركات، تعهدات وإبراءات ، وتأمينات وصدقات وغيرها من الموضوعات الأخرى التي تخدم أي دارس في التاريخ الاجتماعي والاقتصادي معتمدا علي سجلات المحكمة الشرعية كمصدر أساسي لدراسته.

0

اهتم موضوع البحث بدراسة توزيع خدمات التعليم الإبتدائي في منطقة غريان، من حيث التوزيع العددي و النسبي لمؤسسات التعليم الإبتدائي و كذلك التوزيع الجغرافي، فضلاً عن دراسة كثافة الفصول، و تصنيف المدارس.

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله محمد النبي الكريم.

وبعد...

فإِنَّ فكرة البحث تهدف إلى إعلام مستخدم اللغة العربية أنَّ علامات الترقيم تحتل مكانة عالية في تيسير الفرص أمام المتكلم؛ ليكون قادرًا على تأدية الدور الكامل؛ لتصل الدلالة إلى المتلقي دون عناء. وعلامات الترقيم يقع تأطيرُها ضمن جهودِ الغرب؛ وإنّما تكمن جهودُ العرب في تعديل هذه الجهود بما يوافقُ اللغة العربية، وتلك هي استفادةُ اللغاتِ من بعضها بعضا مع المحافظة على الأصول، والعَرَبُ عدلوا جهودَ الغرب في هذا المضمار بما يوافق لغتَهُمْ وبنوه على مصطلح أصيل هو الوقف، والباحث يطمئِنُّ إلى ما وصل إليه من نتائج منها: أنَّ علامات الترقيم تسدُّ عجز منظومة اللغة في إيجاد مؤشرات تحرك لغة الجسد، ويرجو الباحث أن يستفيد الباحثون من هذا البحث؛ لتستقيم أبحاثهم وتسلم من فوضى الكتابة.

تمثل محكمة غريان الشرعية في العهدين الإيطالي والإدارة الإنجليزية مصدرا مهما لدراسة التاريخ الاجتماعي والاقتصادي للمدن الليبية في تلك الفترة، وهذا البحث محاولة لتوضيح قيمة تلك السجلات كمصدر تاريخي لدراسة تاريخ ليبيا الحديث والمعاصر.

يتناول البحث عدة محاور هي: السجلات وأهميتها , ومواصفاتها.

واذا كانت دراسة سجلات محكمة غريان الشرعية وتقييم أهميتها التاريخية مسألة غير مسبوقة. علي حد علمنا فإن الامر ليس كذلك بالنسبة لمثيلاتها من سجلات المحاكم في العديد من المدن العربية والليبية المهمة الاخرى. فمنذ حوالي ربع قرن والمؤرخون العرب يوجهون الاهتمام الي هذه الوثائق المحلية المهمة، والتي تتجاوز مئات السجلات في كل محكمة من المحاكم فكتبوا عن تلك السجلات وأهميتها في دراسة التاريخ الاجتماعي والاقتصادي العربي الحديث كما اعتمد في بحوثهم ومؤلفاتهم ورسائلهم الجامعية.

أهمية السجلات:

تعد سجلات محكمة غريان الشرعية من المصادر الهامة التي لم يكشف النقاب عنها الي الان والتي يصعب علي الدارس حصرهاـــــ باستثناء السجلات التي درست ـــ حيث بلغ عددها حوالي عشر سجلات. باستثناء السجلات التي تعرضت للتلف، والتي يصعب علي الباحث الاستفادة منها، بدليل أنه لم أجد خلال بحثي في المحكمة ذاتها سجلات شملت فترات زمنية سبقت سنة 1925م.